شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح لمعة الاعتقاد
219303 مشاهدة
ذكر الأحاديث والكتب التي ثبت فيها بعض صور الغلو

نحن نقول وإياكم: إننا جميعا نحب الله ورسوله، ولكن كيف نعطيه شيئا من حق الله كعلم الغيب الذي هو من خصائص الله سبحانه أو التصرف في الكون وقد أدى بهم ذلك إلى خلق بعض الأحاديث المكذوبة يروون أحاديث أن الله قال: لولاك ما خلقت الأفلاك، وهذا كذب وحديثا موضوعا كما ذكر ذلك... الحاكم في المستدرك حكم الذهبي بأنه موضوع؛ وهو الحديث الذي فيه أن آدم رأى مكتوبا على العرش لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فقال: يا ربي، أسألك بحق محمد فقال الله: ومن محمد ؟ قال: رأيت اسمه مكتوبا مع اسمك على قائمة العرش، فقال: صدقت، لولا محمد ما خلقتك فحديث مكذوب، أشباه هذه الأحاديث الموضوعة، وقد أكثر الخرافيون من ذكر مثل هذه الأحاديث واعتمدوها، وفي كتاب الخصائص للسيوطي أشياء كثيرة تدل على أنه أخذ يجمع ما وجد ليضخم بذلك كتابا في الخصائص النبوية أو الخصائص المحمدية؛ لذلك أحاديث مكذوبة كثيرة.
كذلك أيضا في كتاب ابن علوي الذي سماه: المواهب اللدنية أورد فيه كثيرا من هذه الخرافات، وادعى أنه أسندها وأنه نقلها عن غيره، نقلها عن الشعراني ونقلها عن السيوطي الذي يسمى الخيوطي؛ يعني: لعدم تثبته فيما ينقل، ونقلها عن الهيتمي ابن حجر الهيتمي وكلهم من الخرافيين.
وكذلك أيضا نقل عن كتب ذكر العلماء أنها لا تجوز قراءتها لما فيها من الغلو؛ كرسالة مكتوبة في الأوراد اسمها: دلائل الخيرات، وفيها غلو وفيها ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بأوصاف لم يرد عليها دليل، دلائل الخيرات ورسالة أخرى يسمونها: روض الرياحين، وكان الأولى أن يسمى: روض الشياطين، ولو كان فيها شيء حق يعني من أوصافه صلى الله عليه وسلم ولكن فيها غلو ومجاوزة للحد في وصفه صلى الله عليه وسلم.
وقد أغرم بهذه الكتب -دلائل الخيرات وروض الرياحين- كثير من هؤلاء وصاروا يجعلونها أورادا له صباحا ومساء، ويقرءونها بقراءة بسرعة ويجعلونها أفضل من قراءة آية الكرسي ونحوها؛ وهذا دليل على أن هناك من أغواهم الشيطان فزين لهم، وإذا بحثت عنهم وجدت أنهم مقصرون في كثير من العبادات التي هي حقوق الله تعالى، فهؤلاء بلا شك قد غلو.